بعد غياب ما يقارب خمس سنوات عن حضن الام .. دفيء الوطن
قمت انا واسرتي بزيارة مصر الحبيبة
لم أخفي عليكم أننا كان لدينا بعض الهواجس من الخوف ونحن نقوم بزيارة مصر..خاصة ونحن نتلقى يوميا عبر الفضائيات والانترنت سيلاً من الأخبار الغير مطمئنة أمنيا.. لكننا حملنا شوق السنين وقررنا ان نقوم بالسفرة مهما كانت النتائج.
ومنذ اللحظات الاولى التي وضعنا فيها أقدامنا على تراب أرضها الطاهر قوبلنا بحفاوة وترحيب شديدين وكرم وشهامة المصريين الذي لا يضاهيه روعه في اي بلد بالعالم.
ولا أعرف هل من سوء أم من حسن حظنا أننا غادرنا القاهرة يوم 23 يناير .. اي قبل انفجار الاحداث الاخيرة ب48 ساعة فقط وجاء توقيت حجز السفر والعودة بالصدفة البحتة وبتوفيق الهي بعد ان حصلت على أجازة بأعجوبة من العمل ومدارس الاولاد.
بعد عودتنا قررت عدم الكتابة عن الرحلة مكتفيا بتسجيل بعض فصولها ومعالمها ضمن احدى القصص الجديدة لكن الاحداث التي اشتعلت في كل ربوع مصر بداية من يوم 25 يناير جعلتني أكتب هذا المقال لتسجيل شهادتي عن هذا الشعب العظيم.
وهنا أسجل بعض الملاحظات:
شعب مصر كريم ومضياف وشهم بطبعه ولا ولن يستطيع أحد مهما كان خداعه وجرجرته لما يتوهمون بأنها حرب أهلية.
أهل مصر متدينون ويعرفون الله على طريقتهم ولا يقبلون تقسيمهم لمؤمنين وكفار.
لقمة العيش وكفاح اليوم بيومه هو الشاغل الاكبر لابناء هذا الوطن العظيم ومن يحاول ضرب قوت يومهم وسلامة أبنائهم فهو الذي يحفر قبره بيديه كما حفر كل الغزاة والواهمين قبورهم هناك.
هذه شهادة سريعة على رؤيتي للاجواء قبل الاحداث الساخنة الان ومن لديه العقل والقدرة على قراءة ما بين السطور سيعرف مقدما النتائج .
أما بعيداً عن الاحداث فقد قضينا أجمل وأروع الايام بين القلوب والبيوت النقية التي فتحت أبوابها على مصراعية لاستقبالنا والحفاوة بنا ..وبين زيارات وجولات رائعة في الغردقة والهرم وأبوالهول والسيدة زينب والعتبة والتحرير والوايلي والقرية الفرعونية الرائعة ....... وكلها محطات تحت شعار الامن والامان .. فلم نجد اي محاولات للسرقة او الاستغلال او التهديد او الترهيب او الاحتيال .. بالرغم من الغياب الامنى اغلب الاوقات واختفاء المرور من الشوارع .. لكنها مصر دائما بعظمتها يغلفها الامان.
لن انسى روعة رجال الشرطة والجوازات في المطار وترحيبهم بنا في وطننا
ولن انسى الاحباء الاوفياء الذين غمرونا بكرمهم وحبهم الكبير ..
لن انسى دموع الاصدقاء والنبلاء في الاستقبال والوداع.....
مصر ستعود بسرعة بلد السلام .. وطن الاديان .. قبلة الامان..
