الثلاثاء، 2 سبتمبر 2014

عندما اصبحت رئيسا للبنك الاوروبي

البعض يتخيل عندما يكون  له صديق او قريب يعيش بالخارج فانه قادر على ان يرسل له فيزا او عقد عمل بغمضة عين .. او ان هذا المغترب يملك خزينة البنك المركزي وعليه ان يكون بارا ويرسل في اي وقت ما يطلب منه من اموال

المؤسف انه اذا لم تتحقق الاماني والطلبات ٠٠ فالنتيجة هي القطيعة وتصل في كثير من الاحيان للتلميح اوالتجريح

الكثير من المغتربون يمرون بتجارب حزينة من حين لاخر عندما تتساقط ورود من شجرة احبائهم ٠٠ وعندما تسال عن اسباب هذا التغير الكبير في محبتهم التى كانت لا متناهية تجد ان - العشم - كان هو السم القاتل الذي اذاقوهم مرارته

والمحزن الذي يدمي القلب ان اهل العشم لم يسالوهم يوما عن مرارة والام الغربة ٠٠ وكيف مرت سنواتهم الاولى حتى عبروا الصعاب ليضعوا اقدامهم بثبات في مجتمعات ترفض وجودهم ومحاربتهم من احزاب وجمعيات وقلوب تقاتل بعنصرية متوحشة

تجاربي مع هؤلاء الاحبة طيور العشم كثيرة ومؤلمة ٠٠ وان كنت افضل ان اروي فيها المضحكة
فبعد سفري ب ٤٨ ساعة اتصل من يطلب سلفة كبيرة وعندما اعتزرت لانني لم احصل على وظيفة او اقامة ثابته ٠٠ غضب المتصل وقال انني ارفض مساعدته واغلق الهاتف وضحكت لانه كان يحسب اني اصبحت رئيسا للبنك المركزي الاوروبي

من حين لاخر اجد من يتصل او يتحدث معى عبر الشات ويقول لي ان - فلان - حزين مني جدا لانني لم ارسل له فيزا ٠٠ او علان يقسم انني املك مول ضخم ولم ارسل له عقد عمل
وكان فلان وعلان يعلموا ما لم اعرفه عن منصبي او نفوزي وقدرتي على تخطي القوانين والاجرائات ومنح الفيز وعقود العمل لمن يريد
واضحك قليلا واحزن كثيرا على ضياع الحب والاخلاص في زمن المصالح
وليعلم من يعيش في دفىء الوطن وحوله الاهل والعائلة ان كسرة الخبز في بلدي اكرم من كنوز الدنيا في الغربة ٠٠ وان النظر في وجه امي اروع واعظم من جمال بلادهم الباردة ٠٠ وان كل مغترب يحلم باللحظة التي يعود فيها ليقبل تراب الوطن ٠٠ هذا الوطن الذ تعتصر قلوبنا لاحزانه ٠٠ ونصلي ونرفع ايدينا لله ان يحفظ بلادنا من كل شر ويجعل ارضها ارض السلام والامان

لقد قابلنا الخسيس قبل النفيس في رحلة اغتراب مؤلمة كشفت ان هناك من كنا نحسبهم جواهر فاكتشفنا انهم دود العفن ٠٠ومن صنعوا لن الفخوخ ليعرقلونا ٠٠ لكن ارادة الله وحمايته وتوفيقه هو الذي عبر بنا لبر الامان وصنع لنا قارب النجاح وارشدنا لطريق الخير ٠٠ لذلك فالفضل دائما وابدا لله