الأحد، 28 نوفمبر 2010

قصة تاريخية عن التضحية .. فهل نستطيع ان نضحي

فى 14 مايو من كل عام يحتفل الانجليز ومعهم العالم اجمع بذكرى أكبر مغامرة علمية فى التاريخ حيث يتذكرون فيه تضحية العالم ادوارد جينر فى 14 مايو عام 1796 بإبنه الوحيد لتجربة تطعيم الجدرى فى اكبر واخطر مغامرة علمية فى التاريخ ..
فى ذلك الوقت كان مرض الجدرى وباء مفترسا يحصد الارواح بلا رحمة حتى انه قتل 60 مليون شخص فى فترة حياة ادوارد فقط ..
وفشل جميع العلماء فى اختراع علاج لهذا المرض القاتل ..
ولكن العالم ادوارد جينر لاحظ شيئا غريبا فقد لاحظ ان مربيات الابقار وبائعات اللبن لا يصابون بالجدرى .. ففكر ادوارد فى ذلك وقال ربما لان اصابتهم بجدرى الابقار ( وهو اقل خطورة ) تحميهم من جدرى البشر ..
وكان لابد من ان يحقن متطوع من البشر بجدرى البقر ثم يحقن بجدرى البشر لكى يتأكد ادوارد جينر من ذلك ..
وقرر جينر ان يكون هذا المتطوع هو ابنه الوحيد .. من المحتمل ان يموت هذا الابن .. ولكن جينر لم يفكر كثيرا لقد قرر ان يجرى تلك التجربة خاصة وهو يرى الملايين من حوله يموتون بسبب ذلك المرض القاتل ..
اجرى جينر التجربة ونجحت وعاش الأبن وكسب العالم اعظم انجاز طبى فى التاريخ وهو فكرة التطعيم التى انقذت مئات الملايين من البشر ..
وبرغم ذلك عانى ادوارد جينر كثيراً من هجمة التخلف وسخرية المتزمتين وامتلأت الصحف بالكاريكاتير الذى يصور البشر وهم يحملون أدمغة البقر بعد التطعيم وهددته نقابة الاطباء بالفصل ورفض البرلمان الأنجليزى ان يعترف بالتطعيم ..
ولكن انجلترا كفرت عن ذنبها تجاه هذا الرجل خاصة بعد ان وافق نابليون على ترك الاسرى الانجليز بناء على طلب ادوارد جينر وقال نابليون " لا استطيع ان ارد له طلباً " .. وجعلت المانيا يوم 14 مايو عيدا شعبيا .. واختاره الدكتور مايكل هارت ضمن اعظم مائة شخص تاريخ البشرية ..
وقبل وفاته بكى ادوارد جينر كثيراً ليس بسبب كم الاوسمة والنياشين التى حصل عليها لكنه بكى بسبب رسالة من امرأة ريفية كتبت فيها " لقد تعودت كل عام ان اوارى طفلا او طفلين التراب بسبب الجدرى اللعين , ولكن بفضلك عاش اطفالى يملأون الدنيا بهجة وسعادة " .

هناك تعليق واحد:

  1. نعم صديقى الغالى اود ان اكون من المضحيين فالتضحيه وسام يضع على صدر النبلاء وما اجملها وما اروعها مع الروح البشريه فهى تزين الروح

    ردحذف