الأربعاء، 14 مارس 2012

وقف مهزلة بيع لوحات الرائد حسين بيكار في مزاد الأنتيكات !

قبل وقوع الكارثة بلحظات .. أوقفت وزارة الثقافة المصرية مزاد علني لبيع أعمال الفنان والناقد الكبير حسين بيكار، والذي يعد كذلك أحد أعلام الصحافة المصرية ، وذلك بعد رحيله ورحيل وريثته الوحيدة العام الماضي . والمحزن أن اللوحات كانت ستباع بالجملة وكأنها ليست تراثا للمصريين !
كان  قطاع الفنون التشكيلية قام في أكتوبر الماضي بجرد أعمال بيكار بعد أن قام د. عماد أبو غازي وزير الثقافة السابق بإيقاف إجراءات المزاد فور علمه به وكذلك د. جودة عبد الخالق وزير التضامن الاجتماعي المشرف بدوره على بنك "ناصر"، والذي تؤول إليه الممتلكات التي ليس لها ورثة .

وأكد أبو غازي أن اللوحات التي رآها كانت قليلة بالإضافة إلى مجموعة من الاسكتشات والأوراق الخاصة ببيكار ، إلا إنه انقطعت صلته بالموضوع بمجرد استقالته من منصبه .
لكن أثير الموضوع من جديد بعد أن نشر الصحفي نبيل سيف في جريدة "الفجر" يوم الخميس الماضي مقالة تفيد ببيع 250 لوحة واسكتش اليوم "الأحد" لبيكار لأحد تجار الأنتيكات في مصر بمبلغ 300 ألف جنيه .
وبسؤالنا وزير الثقافة د. شاكر عبد الحميد ، أكد أنه تم مخاطبة الدكتورة نجوى خليل وزيرة التأمينات بشأن هذه الأعمال؛ حيث تفهمت الموقف وقررت إرسال الأعمال لوزارة الثقافة بمبلغ رمزي. كما أوضح الوزير أن هناك من يتابع هذه الإجراءات، مؤكدا أن أعمال حسين بيكار تراث لابد أن ترعاه الدولة ولا يجوز أن يباع في مزاد. 

وأشار د. زين عبد الهادي رئيس دار الكتب والوثائق إلى ضرورة اقتناء الدولة لأعمال بيكار وإقامة معرض دائم لها سواء داخل مصر أو خارجها. وقال أنه وفقا لقانون المخطوطات من الممكن أن تحصل الدار على مخطوطات لبيكار.

من جانب آخر نفى الفنان د. رضا عبد الرحمن أن يكون قد تحدث مع صحفي جريدة "الفجر" رغم أن الجريدة نشرت رأيه ، وقال أنه منذ ثلاثة أسابيع سأله أحمد نبيل المعد في برنامج "صباح الخير يا مصر" الذي يقتني أعمال فنية، عن أسعار اسكتشات بيكار لأنه سيشتري البعض منها، فأجابه أن أسعار الاسكتشات منخفض لأنها منشورة بالصحف، بينما اللوحات تتراوح الواحدة بين المائة ألف، والمائة وخمسون ألفا.

وحين سألنا نقيب التشكيليين الفنان د. حمدي أبو المعاطي أكد أن النقابة ضد فكرة بيع أعمال الفنانين التشكيلين بالمزاد. واقترح تجميع اللوحات بالنقابة لحين اتخاذ إجراء قانوني بملكية وزارة الثقافة لها.

وبدوره نفى الفنان أحمد عبد الفتاح رئيس الإدارة المركزية للمتاحف والمعارض وجود 250 لوحة واسكتش من أعمال بيكار التي تم جردها في شقته وجمعها في غرفة وإغلاقها بالشمع الأحمر.

وأوضح أنه تم مخاطبة وزيرة التضامن الاجتماعي بأن هذه الأعمال من الممكن أن توضع في متحف الفن الحديث من الناحية التعليمية؛ لأنه مهم جدا دراسة طلبة كليات الفنون مراحل بيكار في الاسكتشات.

وأكد عبد الفتاح وجود اسكتشات لفنانين آخرين ضمنهم أحمد عثمان وجدوها ضمن الجرد، كما يوجد بعض الرسومات للإعلانات القديمة، بالإضافة إلى بعض المتعلقات الشخصية، وأن هذه الأعمال جميعها مدونة في كشف يوجد بقطاع الفنون التشكيلية. أما عن لوحات بيكار الزيتية أكد عبد الفتاح بأنها غير موجودة ، لكن بعض اللوحات بحوزة أحد أقارب بيكار ووعد بإعطائها للوزارة.

كما أوضح عبد الفتاح  أنه تم تشكيل لجنة من قبل الوزارة حددت مبلغ 20 ألف جنيه لشراء مقتنيات بيكار، لكن بنك "ناصر" اتصل به ليفيده بأنه تم عرض مبلغ أكبر لشراء هذه المقتنيات، مؤكدا أن هذه المقتنيات لا يجب أن تقيم بالمنطق التجاري.
وعن المقتنيات التي تم وضعها في الغرفة قال الفنان طارق مأمون مدير عام المتاحف بقطاع الفنون التشكيلية أنه يوجد عدد من اللوحات عبارة عن صور شخصية للفنان رسمها بريشته، وكذلك بعض الرسوم الصحفية لأغلفة المجلات بعضها مرسوم بالألوان الجواش والأحبار والبعض الآخر منها مطبوع، ومجموعة من الأعمال لبعض تلاميذ الفنان وبعضها لم يكن موقع عليه، ومجموعة من الصور الفوتوغرافية لبيكار، ومجموعة شهادات تقدير لتكريمه من مؤسسات وجمعيات دولية، وبعض المجموعات من المقالات التي كتبها الفنان على مضى تاريخية، وهذه أشياءه الموجودة في المجمل العام كما قال مأمون، لكن هذا الحصر بالإجمال ولم يتم يعمل حصر فني دقيق لتوثيق الأعمال إلا بعد استلام الأعمال من خلال إدارة الترميم.

وتعجب مأمون أن بنك "ناصر" لم يستجيب لطلبات الوزارة في تسليمهم الأعمال، وتجاهله خطابات رسمية أرسلت له من إحدى مؤسسات الدولة! وتعامله مع الأمر بشكل تجاري بأنه يوجد تاجر سيدفع الأكثر وهذا خلال الشهور السابقة.

أما الفنانة والناقدة التشكيلية شادية القشيري والتي تعد إحدى تلاميذ بيكار فقالت : شيء مؤسف أن تباع أعمال بيكار بمزاد باللوتات ، وهو أحد كبار الرعيل الثاني ورائد فن رسوم الأطفال.

تتابع  :  بعد علمي، اتصلت بوزير الثقافة الذي اهتم بالأمر وأوصى وزيرة التأمينات بوقف البيع المهين ، مؤكدا أن الأعمال بحاجة لمتحف مستقل . وكانت المفاجأة أن مدير بنك "ناصر" أنكر تماما بيع الأعمال لتجار "أنتيكات" اليوم الأحد كما ذكرت الجريدة!!، على الرغم من تأكيد عادل حمودة رئيس تحرير جريدة "الفجر" صحة ما جاء بالمقال عند اتصالي به.
ومن الأعمال التي كانت موجودة في منزل بيكار أكدت القشيري أن منزل بيكار كان مليء باللوحات في كل جنباته، وهذا ما رأته عند زياراتها المستمرة للسيدة اسما النشوقاتي زوجه بيكار التي توفت في 14 فبراير 

نقلا عن محيط

لمراسلة الكاتب tagrbty@live.se

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق