الجمعة، 14 أغسطس 2009

حملة حقد ضد صحافي


آيفكس – أنباء من الشبكة الدولية لتبادل المعلومات حول حرية التعبير


العراق

**حملة حقد ضد صحافي**

** مراسلون بلا حدود – RSF ** تعبّر مراسلون بلا حدود عن بالغ قلقها إزاء الضربةالتي وجهها المجلس الأعلى الإسلامي العراقي ضد الجريدة الحكومية الصباح وأمين سرتحريرها والمسؤول عن الصفحة الثقافية فيها أحمد عبد الحسين لنشره في الرابع منآب/أغسطس 2009 مقالة حمّل فيها هذا المجلس مسؤولية سرقة مصرف في بغداد في أواخرتموز/يوليو 2009. فإذا بالصحافي يتلقى تهديدات بالقتل.
في هذا الإطار، أعلنت المنظمة: "لا يمكن القبول بأيحال من الأحوال بهذه الحملة التي تطلق العنان للأحقاد وتدعو إلى قتل الصحافي أحمدعبد الحسين. فلا بدّ من وقف هذه التهديدات على الفور لا سيما أن الصحافي والكاتبوالشاعر المعروف في بلاده هذا اكتفى بالتنديد بفضيحة تورّطت فيها شخصيات عامةعراقية. ويفترض بالسلطات أن تلجأ إلى الإجراءات المناسبة لحماية الصحافي ووضع حدللجدل المعلن".
في مقال نشر في الرابع من آب/أغسطس، ندد الصحافي أحمدعبد الحسين بمسؤولية المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عن سرقة فرع لمصرف الرافدينالواقع في الزوية في بغداد في 28 تموز/يوليو 2009. وكان أحد قادة هذا المجلس الشيخجلال الدين الصغير قد شارك في أعمال لجنة صياغة الدستور العراقي في العام 2005.
إن عملية السرقة هذه التي تعد من الأهم منذ العام 2003أسفرت عن مقتل ثمانية حراس وسرقة نحو أربعة ملايين دولار. وبعد ثلاثة أيام، تمتوقيف السارقين ومن بينهم النقيب جعفر لازم، الضابط في حرس نائب رئيس الجمهورية،وعادل عبد المهدي، العضو في المجلس الأعلى الإسلامي أيضاً. وشدد وزير الداخلية جوادالبولاني في مؤتمر صحافي عقده على الدافع السياسي وراء عملية السرقة هذه.
أفاد الصحافي بأن المجلس الأعلى الإسلامي العراقي كانينوي استخدام المال المسروق لشراء الأصوات في أثناء الانتخابات التشريعية المقبلةالمرتقبة في كانون الثاني/يناير 2010 علماً بأنه في انتخابات مجالس المحافظاتالعراقية في 31 كانون الثاني/يناير الماضي استنكرت عدة أحزاب معارضة للمجلس طريقةشرائه أصوات الناخبين من الطبقات المحرومة في المجتمع العراقي مقابل توزيعالأغطية.
إثر نشر الصحافي هذا المقال، قام المجلس الأعلىالإسلامي بتهديد الجريدة بالملاحقة القضائية. ودعا الشيخ جلال الدين الصغير في خطبةيوم الجمعة الواقع فيه 7 آب/أغسطس 2009 كما في كل الجوامع التابعة لمنظمته إلىإدانة هذا الصحافي وقتله ولم يغب عن باله أن يدين في خطبته انحرافات وسائل الإعلامالمسيّسة ويستنكر تلاعب الحكومة. وقد أعلن رسمياً أنه سيلاحق جريدة الصباح قضائياًكما كل وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية التي تذكر تورّطه في السرقة ولا سيماالمواقع المعارضة المنتمية إلى حركة البعث التابعة لصدام حسين. ووجه نائب عن الحزبالشيعي وبعض الميليشياويين المقرّبين منه تهديدات مباشرة إلى الصحافي.
لمواجهة هذا الجدل المعلن، طلبت جريدة الصباح تدخّلالإمام الشيعي علي السيستاني. ونظّم مثقفون ومحترفون إعلاميون عراقيون عبر اتحادالكتاب ومرصد الحريات الصحفية تجمّعاً في العاشر من آب/أغسطس في بغداد بالتضامن معالصحافي للاحتجاج ضد التهديدات والانتهاكات المرتكبة ضد حرية الرأي والتعبير فيالعراق.
أشار رئيس تحرير الجريدة فلاح المشعل إلى أن الصحافيفي إجازة لأسباب عائلية وصحية لفترة غير محددة. وتمارس عدة ضغوط على أسرة التحريرلتمتنع عن إعادة أحمد عبد الحسين إلى صفوفها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق