الثلاثاء، 11 ديسمبر 2012

صديقي الذي أصبح نجم النجوم في اوروبا

منذ ما يقارب أربعة أعوام كنت أتجول هائماً حزيناً في أحد أكبر مراكز التسوق بالعاصمة السويدية ستوكهولم 

ألتقيت مع صديقي هذا مصادفة دون سابق موعد .. وكانت تمليء وجهه علامات السرور والفرح
جرى نحوى ووجهه يرسل مليون رسالة فرح وسعادة

وقال لي بوجهه البشوش : مبروك

تعجبت فعلى اي شيء يبارك لي .. فكل الابواب مسدودة .. ومقالب الشياطين وناكري الجميل وهواة الشر جعلتني لا أرى الخيط الابيض من الاسود .......
وضعت راسى في الارض وكادت تخرج دمعاتي على ما واجهته من صدمات وضربات موجعه بعيدا عن الاهل والوطن
وجدت صديقي كعادته يربت على كتفي ويواصل تقديم التهنأة مصراً على ابتسامته الجميلة كدرياق الحياة لي

فسائلته عن سبب التهنأة ؟
فقال سوف تحصل خلال ايام قليل على قرار الاقامة .. وليس قراراً بمدة بل أقامة دائمة

شكرته على كلماته التي فهمت منها انها لرفع روحي المعنوية لكنه ودعني مؤكدا ً اننا سوف نلتقي بعد ايام قليلة للاحتفال
وعدت لحالي .. ففرصة العمل التي حصلت عليها في اكبر جهة اعلامية - مجمدة - لعدم وجود اقامة .. حتى فرص الدراسة متوقفة .. والمال الذي حملته معي من القاهرة قارب على النفاذ

واللغة صعبه ولا أقدر على التواصل مع الجهات والمسؤولين ..وأقبع أنا وأطفالي في حجرة ضيقة.. وطلبي للحصول على الاقامة يواجه مشاكل لوجود نفوس مريضة لا ترغب في بقائنا ونجاحنا وتفوقنا ... فتفرغوا للشكاوي والنكايات
مرت ثلاث أيام فقط ووصلني خطاب من دائرة الهجرة .. حاولت افهم ما فيه فلم أستطع فأتصلت بصديقة مترجمة وقرأت لها ما تحمله السطور فقالت هي الاخرى مليون مبروك
وكان بالفعل ما حدثني اليه صديقي وحصلت على الاقامة الدائمة من أول قرار وسط انبهار الجميع.. فقد كانت ارادة الله أقوي وأعظم من كيد الاشرار

حدثت صديقي وأحتفلنا أحتفال بسيط بفرخة مشوية في ركننا الهاديء الذي تعودنا الالتقاء به خاصة في ايام الثلوج

وقتها لم اعرف كيف عرف صديقي الخبر .. لكن بعد ان تقاربنا أكثر وتبادنا الزيارات العائلية واصبحت فردا من افراد اسرته واصبح هو اخي وابي وصديقي في الغربة .. علمت الحقيقة

فهذا القلب النبيل الابيض وهبه الله احساس ومحبة قادران على ان يملئا العالم بصدقه وايثاره ونقائه

هذا الصديق هو الفنان والمبدع الموهوب طارق الخزاعي الذي تشرفت بان اعرفه في ظلام الغربة ليكون قلبه لي هو دفيء الوطن

تفتحت لي كل الابواب وأنطلقت من نجاح الى نجاح .. وكلما انشغل بأعباء العمل والادب والصحافة
اتذكر ابو زياد صديقي الجميل .. فأجده هو من يبادر بالاتصال بي ليطمئن ويعدني بقرب اللقاء
لكن منذ شهور غاب عن عيوني لكن ابدا لم يغيب عن قلبي وكنت اتمنى ان احصل على اي فرصة للقائه

وكعادته كالملاك الجميل وجدته يلاقيني بابتسامه جميله في صدفه اكثر من رائعه

وقال ان غيابه بسبب سفره الى الوطن لكنه عاد ليقدم احد اروع ابداعاته الفنية للسويد

مسكته من يده وجريت لاعرفه بزوجتى فهي لاول مرة تلتقي بابو زياد الذي حكيت لها الكثير والكثير عنه وعن زوجته العظيمة .. وفي هذه المرة حكيت له انا عن مليون خبر سعيد في حياتي .. أعترف بانها كلها كانت بعد لقائنا القديم

وودعنا النجم وهو يقول انتظروا مفاجأة كبيرة في تليفزيون السويد

وبعد اسابيع قليلة كانت اعماله الفنية والابداعية في كل بيت وعلى كل لسان حتى الاطفال الصغار في المدارس بدئوا يكرروا كلماته وتحول ببساطته وتلقائيته صاروخا للكوميديا ليس في السويد فقط ولكن في كل ارجاء اوروبا
ان الفنان العربي الجميل طارق الخزاعي ليس عميدا ً لنا فقط ولا أبا روحيا لكل المغتربون بل هو سفير فوق العادة للفن العربي الجميل وصورة مثالية يحتذي بها وسط مجتمعات تضع تصرفاتنا كأجانب تحت المنظار دائماً

تحية للبطل والفنان المبدع العالمي طارق الخزاعي الذي لم يعرفه أحد كما عرفته أنا

لمراسلة الكاتب tagrbty@live.se


هناك 3 تعليقات:

  1. يا له من صديق, هذا هو بحق صديق وأخ

    ردحذف
  2. الصديق الصدووق رؤوف المصري صاحب الروح النقية والقلب الكبير ... سخنت عيناي وذرفت دموعا لكلماتك الصادقة حقا ... ويندر ان يلتقي المرء بالغربة بأناس مثل معدنك الطيب ... صاحبتني ممثلا في المسرح وصديقا في السويد وسنظل اخوة وأحباب ... وامل ان نلتقي بعمل كبير يليق بنا كعرب في المستقبل ... شكرا لخاطرتك الرائعة وساحنفظ بها في أرشيقي .تحياتي للعائلة الكريمة جميعا .

    ردحذف
  3. الله يدوم صداقتكم

    ردحذف