السبت، 30 نوفمبر 2013

غيبة أهل العرب ونميمة أهل الغرب


عندما حضرت الى اوروبا كنت أتوقع - مثلما كنت أسمع في بلادنا - انه مجتمع عمل ولا وقت فيه للقيل والقال..الكل في حاله والجار لا يعرف جاره.........الخ
والحق أقول انني كنت مخدوع في هذا التوصيف الغير حقيقي بالمرة
فأثناء الشهور الاولى صدمت بالمهاجرون والذين وجدتهم في الغربة أشد ظمئا ًً ورغبة في دس أنوفهم في حياة الاخرين بل يصل الى الاحيان لتخريب الاخضر واليابث وكل ذلك بهدف ان يعيشون حالة مكلمة.. والمكلمة هنا هي ملىء فراغ عقولهم وفراغ أوقاتهم بلعق القصص والحوارات عن حياة ومشاكل الاخرين
كنت أستمع بنفسي لحوارات مليئة بالغيبة والنميمة ولا أعرف ان كانت حقيقية ام لا لكنها تصل لحد القرف
البعض يحكي بجواري على سبيل انني لا لاعرف الانجليزية او أجهل الفارسية او ربما اكون غير قادر على فهم السويدية ..وبالرغم ان هذه الحوارات كانت والحمد لله لا تطولني الا انها كانت تؤلمني لانها تمزق لحم أشخاص اعرفهم او ربما كان بيني وبينهم عيش وملح.
ولحمد لله هربت بأسرتي الصغيرة من هذا المستنقع الفاسد وهذه الاوبئة عندما حاول هؤلاء المرضي ان يجرجروننا الى عالمهم الوقح
وأخترنا عالما جديدا نظيفا يسكنه غالبيه اوروبية..والحمد لله كان ومازال مستوى الجيرة راقيا ورائعا ويضم من الصفوة اجتماعيا واخلاقيا ومهنيا.
وهنا تأكدت أن عالمهم أهل الغرب أنظف وأرقى بكثير من عالمنا أهل العرب .. لكن سرعان ما تبدل الشكل الوردي كلما أندمجت أكثر وتطورت في اللغة وأرتفعت وترقيت في العمل لآكتشف أنه عالم نمام وخباص أكثر من عالمنا .. وبكثييييير
فالمدير له عيون تنقل الاخبار والموظف يتحدث على أدق أسرار المدير..لكن كل ذلك لم يشغلني كثيرا خاصة واننى أمتلك أسرة هادئة وزوجة من أصل طيب وصداقات أفرزتها بوتقة الغربة في ظروف صعبة..وليكن ما يكون طالما أصعد سلالم نجاحي الخطوة تلو الاخرى.
لكن النجاح يفتح شهية عشاق النميمة فمرة يحاولون التدخل فيجدون الباب مغلقا بالحديد والنار..ومرات يحاولون ان ينقلوا عن الاخرين فيجدونني منشغلا أكثر في عالمي الجميل فيرحلون بلا رجعة
حملت شكوكي من خطورة أنهيار اخلاقيات المجتمع الغربي بسبب الغيبة والنميمة ونقلتها الى عالم اوروبي كبير..فضحك ساخرا وقال الا تعرف انه مجتمع سافل..كانت كلماته بمثابة الصدمة ولم أستطيع الرد..فواصل انهم يملئون اوقاتهم بالاحاديث التافهة والتسلل في اسرار الاخرين
خرجت من مقابلته مهموما..يا الهى نترك هاتكي القلوب ومشعلى نيران الفرقة في بلادنا لنجدهم هنا في العالم الذي كنا نحلم بان يكون وردي
هل عدوى أكل لحوم البشر انتقلت الى هنا ام انها فيروسات حملتها عدوى وباء في رحلتها فتطايرة وانشطرت لعشرات الالاف
انها حكاية الانسان..عربي كان أم غربي .. طالما تخلى عن الله.. فقد أصبح مثل ديدان الارض وحشراتها..اصبح مثل حيوانات الغاب ومفترسيها..سقط في وحل الارض وطينها
اذا أردت أن تضع نفسك في ميزان الانسانية ..ضع أعمالك وما تحاول أن تلمع به نفسك جانبا ..واصعد الى الميزان حاملا لسانك ..فاذا كان ثقله أكبر من وزن انسانيتك ..أعلم أنك لست انسانا وأصبحت وباء يجب ان تتخلص منه باسرع طريقة عن طريق طلب المغفرة والتقرب الى الله ووالعهد على عدم النيل من سيرة انسان مهما كان عدوا ام صديقا
اما اذا فضلت سكة الفاشلين من اكلى لحوم البشر الذين يقطعوا الاف الاميال لاشعال الفتنة وخلق العداء..فنصيحتى لك ..ضع لسانك في اقرب صندوق قمامة قبل ان تجري بك الايام وتجد نفسك في صندوق القمامة..وهذا هو العدل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق