الجمعة، 13 ديسمبر 2013

الفيس بق

كنت ومازلت عند رأيي بأن هوس ما يسمى بالفيس بوك هو حالة مرضية جديدة أصابت الشباب والفتيات باللاوعي وغيرت من سلوكيات الاسر.

كما تحولت الى عدوى ضربت الكبار وخاصة المطلقات والارامل فكان ملجأ لاهدار الوقت .

لم أكن متحاملا على هذا الفيس بوك عندما وصمته بالمرض منذ عدة سنوات وحاولت قدر المستطاع تجنبه وبعد ضغوط دخلت الى عالمه فأكتشفت انه أخطر بكثير من المرض ويصل الى حالة الوباء.

من جانبي أستثمرت الفيس بوك لأعمال انسانية واستثمارية وطوعته لصالحي ولم أسقط في شباكة المؤلمة..لكنني وأعترف انني وجدت له فائدة جديدة منذ أسابيع قليلة عندما جمعنى باصدقاء وزملاء غاليين على قلبي ..تسبب السفر في فراقي عنهم لكن والله لم يفارقوا قلبي.

وبحمد لله عدنا نجدد الصداقة وذكريات العمل .. ورويدا رويدا سحبني هذا الملعون المسمى بالفيس بوك لسرقة ساعات من وقتي كنت أقضيها في التأليف أو الابداع أو حتى الاستمتاع بأسرتي الجميلة.

ويوما بعد يوم اصبحت أدخل لاتابع حالة الفيس بوك الذي أصبح بقدرة قادر (فيس بق) فالكل يتكلم ويفتي ..ويصارع ويقاتل.. ويلعن ويعلن..وتحولث الثورات العربية الى ثورات فيسبوكية ..وراسي والله صدع.

ضحكت على نفسي كثيرا..يا الهي هل انا اهرب من قناة الجزيرة التي أحاول مقاطعتها الى قنواااااااااااااااااااااااااات الفيس بوق التي رفعت الضغط وألهبت القولون العصبي.

قررت ان ادخل فقط لهذا الملعون للرد على صديق او متابعة خبر مع زميل او اضافة خبر صحفي جديد من مجال عملى ليفيد الاخرين...ولنتحول قليلا للجانب الاجتماعي منه والذي هو الاخر أصبح مجال لاستعراض الفساتين والاكلات والسهرات..لكنه أفضل لانه شبه فكاهي.

ولو أن الراحل العظيم أحمد زكي كان على قيد الحياة الان لكان غير فيلمه الرائع ( أضحك الصورة تطلع حلوة) الى ( أضحك الصورة تطلع حلوة في الفيس بوك)

فتحولت الصور الجميلة والذكريات الحلوة لفاترينات عرض..فالبعض يذهبون للمطاعم لاخذ صورة للفيس بوك ويشترون الملابس الجديدة للتصوير للفيس بوك..ويطاردون النجوم لنشر صورهم بالفيس بوك..ورنيش حلو لتجميل الصورة

الصورة الحقيقية داخلى وداخلك هي الانسانية..لم ولن تتجمل بمساحيق صناعية وورنيش أو دوكو.

اذا كنت تحب بلدك حب حقيقي..فلن تكون مناضلا بشعارات الفيس بوك وصورة مع العلم او رسمه على وجهك..حب بلدك في عملك..ادفع ضرائبك..ساعد فقير..ادفع مصاريف المدرسة لطفل..سدد الدين عن محتاج.

حب وطنك في الحفاظ على الطريق والاتوبيس والمترو والمدرسة والجامع والكنيسة..علم ابنك معنى الخدمة للانسانية.علم صغارك انه لا فرق بين انسان وانسان الا بالعمل

.اذهب للبقال واساله عن دفتر المديونين الذين لم يقدروا على سداد ديونهم وادفعها عنهم..ابحث عن جار يحتاج لعمل وتوسط له.

لا تحاول تجميل نفسك بصور وشعارات..جملها بالاخلاقيات.

أتمنى أن أرى فيس بوك عربي مليء بأفكار انسانية ومشاريع للشباب ووظائف للعاطلين..لا يوجد به نقاد وسياسيون يرفعون الضغط ويشعلون الفتن


اتمنى أن نستثمر هذا الهادر للوقت بافكار تعود علينا بالربح..وقريبا يتحول من فيس بوك الى فيسا بنك
ينشر هذا المقال ايضا على صفحة الكاتب بالحوار المتمدن

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=390906

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق