الخميس، 20 يناير 2011

أبو البنات




ابو البنات
في العشرينات من القرن الماضي.. كان في البحرين صديقان أحدهما اسمه فهد والآخر اسمه عيسى. تزوج الصديقان في ليلة واحدة من امرأتين فاضلتين وبعد فترة رزق كل منهما بمولود في الأيام نفسها.. عيسى رزق بولد فذهب إلى صديقه فهد يسأله: ماذا ولدت لك زوجتك؟ قال فهد: الحمدلله فإن زوجتي وضعت لي بنت جميلة وبصحة جيدة أسميناها نورة.. قال له عيسى وبكل شماتة: أما أنا فإن زوجتي وضعت لي ولد و أسميته محمد و الناس تسميني الآن أبو محمد و ليس أبونورة ها ها...




مضت الأيام و حملت زوجة فهد و حملت زوجة عيسى و وضعت الزوجتان في الوقت نفسه تقريبا.. عيسى رزق بولد آخر فذهب إلى صديقه فهد يسأله: ماذا ولدت لك زوجتك هذه المرة؟ قال فهد: الحمدلله فإن زوجتي وضعت لي بنت جميلة ثانية وهي وأمها ولله الحمد بصحة جيدة.. ضحك عيسى و هو يقول بكل شماتة: أما أنا فإن زوجتي قد وضعت لي ولد آخر... هل تعرف ماذا يعني هذا؟


قال فهد: لا لا أعرف ماذا يعني...


قال عيسى: يقول الأولون بأن من تلد له زوجته بداية ولدين متتالين فإنها تكون قد حللت مهرها.. يعني زوجتي طالعة علي ببلاش ها ها...

مضت الأيام أيضا و حملت زوجة فهد و حملت زوجة عيسى و وضعت الزوجتان في الوقت نفسه تقريبا... عيسى رزق بولد ثالث فذهب إلى صديقه فهد يسأله: ماذا ولدت لك زوجتك في هذه المرة؟ قال فهد: الحمدلله فإن زوجتي وضعت لي بنت جميلة ثالثة و هي ولله الحمد و أمها بصحة جيدة.. قهقه عيسى بصوت عال و هو يقول و بشماتة: أما أنا فإن زوجتي قد وضعت لي ولد ثالث.. هل تعرف ماذا يعني هذا؟


قال فهد: لا لا أعرف أخبرني أنت...


قال عيسى: من يكون عنده ثلاثة أولاد فإنهم يكونون له مثل ركائز الموقد يضع عليهم قدر الأكل.. أنا يجلس قدري أما أنت يا أبو البنات فلا يمكن أن يجلس قدرك ها ها.. قال فهد: الحمدلله على عطاياه... إنا له لشاكرون.




مرت السنين و الأعوام و كبر فهد و كبر عيسى و كبر الأولاد و تزوجوا و أسسوا بيوتا لهم.. و كبر البنات و تزوجن و انتقلن إلى بيوت أزواجهن.. وكبرت زوجة فهد وأصبحت لا تقوى على عمل المنزل.. و كبرت زوجة عيسى وكذلك هي أصبحت لاتقوى على عمل المنزل.. وفي أحد الأيام مر فهد على صديقه عيسى فوجده جالس في الظل خارج المنزل و هو في حالة مزرية.. جسمه منهك وضعيف جدا وملابسه رثة ومهملة فسأله: ماذا أصابك يا صاحبي؟ ولماذا جسمك هزيل وثيابك متسخة إلى هذا الحد؟ أجابه عيسى: أنا الآن كبير في السن و لا أعمل.. و أولادي الثلاثة قد تزوجوا و كل واحد بنى له منزل خاص و انتقل.. و زوجتي أصبحت امرأة كبيرة في السن لا تقوى على عمل المنزل من طبخ و غسيل و لا يوجد لدينا من يخدمنا أو يطعمنا غير أهل البر والإحسان...






و لكن آشوفك يا فهد جسمك سمين و نظيف و ملابسك نظيفة و مكوية و أنت مثلي بناتك تزوجوا و تعيش في البيت فقط مع زوجتك التي لا تقوى على عمل المنزل.. قال له فهد: شوف يا صديقي.. إبنتي الكبيرة تحضر إلى منزلنا في الصباح و في يدها فطورنا تطعمنا و تحممنا و تغسل ملابسنا ثم تعود لمنزلها.. و إبنتي الوسطى تحضر لنا في الظهر و تجلب لنا الغداء و تكوي ملابسنا ثم تعود لمنزلها.. و إبنتي الصغرى تحضر إلى منزلنا في الليل و في يدها عشاءنا.. تعشينا و تحممنا و تنومنا و تغطينا... هل تعرف ماذا يعني هذا؟


قال عيسى: لا لا أعرف ماذا يعني.. أجابه فهد: هذا يعني بأن أبو البنات ينام و هو متعشي و أبو الأولاد ينام على جوع!!! دنيا غريبة


لمراسلة الكاتب tagrbty@live.se



هذه القصة واقعية منقول من مجلة الوسط أهديها لاب عظيم أرى فيه نموزج رائع لهذه القصة .. ولزوجته الاروع .. وبناتهما عظم الله من شأنهن جميعا ....عبدالرؤوف

هناك 3 تعليقات:

  1. قصصك رائعة وتعلمنا الكثير

    ردحذف
  2. لا اعرف صديقي
    هل انت تعلم من قبل بقصة اسرتنا

    انها تشبه النصف المضيء في قصتك

    عاشت اناملك

    ردحذف
  3. هو في أحلى من البنات وخلفة البنات؟ يا رب ما يخلي بيت منهن لأنهن فراشات البيت وأكيد ما بيرعى الأم والأب في كبرهم حد زي البنت بس مش أي بنت لازم تبقى متربية على الأصول زي العائلة الي بتهديلهم القصة الرائعة المؤثرة الواقعية دي ....عاشت أناملك

    ردحذف